علائم ظهور صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف:
واكتفي هنا بذكر مختصر عمّا كتبه السيد السند،الفقيه المحدث الجليل القدر،المرحوم السيد إسماعيل العقيلي النوري،نور الله مرقده،في كتاب كفاية الموحدين،قال:وعلامات الظهور على قسمين:علائم حتمية وعلائم غير حتمية، أما العلامات الحتمية فهي على نحو الإجمال:
العلائم الحتمية:
الأولى:خروج الدجال:ويدعى اللعين الألوهبة،وتمتلئ الدنيا بالفتن وإراقة الدماء بسبب وجود النحس،ويظهر من الأخبار أن إحدى عينيه ممسوحة،وعينه اليسرى في وسط جبينه تزهر كالنجم،وكأن عينينه امتلأتا دماً،ضخم الهامة،له هيئة غريبة عجيبة، وهو ماهر في السحر،وإلى جنبه جبل أسود يخيل للناس أنه جبل من خبز،وخلفه جبل أبيض يخيل للناس من سحره أنه ماء جارٍ،ويصيح:.ويجتمع حوله الشياطين وأتباعهم من الظالمين والمنافقين والسحرة والكهنة والكفرة وأولاد الزنا،فيأخذ الشياطين بأطرافه،وينشغلون بأنواع آلات اللهو واللعب والغناء كالعود والمزمار والدفّ،ويتغنّون بها كي يشغلوا قلوب تابعيه بها،حتى يرقص لها ضعفاء العقول من الرجال والنساء،فيمشي الناس خلفه لسماع تلك النغمات والألحان والأصوات كالسكارى.
وفي رواية أبي أمامة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال ما معناه
ليبصق كلّ مؤمن رأى الدجال على وجهه،وليقرأ سورة الحمد كي يذهب سحر اللعين).
ولما يظهر اللعين يملاً الأرض بالقتن،وتقوم معركة بينه وبين جيش القائم عليه السلام،ثم يُقتل اللعين على يد الحجة عليه السلام أو على يد عيسى بن مريم عليه السلام.
الثانية
الصيحة):
الصيحة من السماء التي وردت أخبار كثيرة على حتميّتها،وفي حديث المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال
يدخل القائم عليه السلام مكة،ويظهر في جنب البيت)فإذا طلعت الشمس وأضائت،صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين،يسمع من في السماوات والأرض:يا معشر الخلائق هذا مهديّ آل محمّد(ويسمّى باسم جده رسول الله صلى الله عليه وآله ويكنّيه،وينسبه عليّ صلوات الله عليهم أجمعين)بايعوه تهتدوا،ولا تخالفوا أمره فتضلّوا.فأول من يقبل يده الملائكة ثم الجن ثم النقباء ويقولون:سمعنا وأطعنا،ولايبقى ذو أذن من الخلائق إلا سمع ذلك النداء،وتقبل الخلائق من البدو والحضر والبر والبحر،يحدث بعضهم بعضاً ويستفهم بعضهم بعضاً ماسمعوا بآذانهم.فإذا دنت الشمس للغروب ضرخ صارخ من مغربها:يا معشر الخلائق قد ظهر ربكم بوادي اليابس من أرض فلسطين،وهو عثمان بن عنسبة الأموي من ولد يزيد بن معاوية فبايعوه تهتدوا ولا تخالفوا عليه فتضلوا،فيرد الملائكة والجن والنقباء قوله ويكذبونه ويقولون له:سمعنا وعصينا،ولايبقى ذو شك ولا مرتاب ولامنافق ولاكافر إلا ضل بالنداء الأخير.
ويظهر أيضاً نداء آخر من السماء قبل ظهور الحجة عليه السلام،في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان،يسمعه جميع سكان الأرض من شرقها إلى غربها،والمنادي جبرئيل عليه السلام يقول بصوت عال: وينادي الشيطان عند منتصف النهار وبين السماءو الأرض يسمعه كل أحد:.
قال الإمام الصادق(عليه السلام)
ذا تنكّس المتنكّس وهدم بيت المقدس وخرج الجيم من الميم فتوقعوا الصيحة فاذا سمعتم الصيحة فاغلقوا أبوابكم وسدوا نوافذكم وضعوا الستار واخزنوا من الزاد فانها من علامة الطامة الكبرى وبعده يظهر السفياني والخراساني وولدي المهدي).
الثالثة
خروج السفياني):خروج السفياني من واد يابس ليس فيه ماء ولا أكل يقع بين مكة والشام،وهو رجل قبيح الوجه على وجهه أثر جدري،ربع،ضخم الهامة،أزرق العينين،اسمه عثمان بن عنسبة من ولد يزيد بن معاوية، ويملك اللعين خمس مدن كبيرة:دمشق،وحمصوفلسطين،والأردن،وقنسرين.
فيرسل جيوشاً كثيرة إلى الأطراف والنواحي،ويأتي قسم كبير من جيشه إلى الكوفة وبغداد،فيقتل وينهب،ويكثر من سفك الدماء وقتل الرجال في الكوفة والنجف الأشرف،ثم يرسل قسماً من جيشه إلى الشام،وقسماً منه إلى المدينة المطهرة،وعند وصولهم المدينة يقتلون ويخربون الكثير من الدور إلى ثلاثة أيام،ثم يتوجهون بعدها إلى مكة لكنهم لن يصلوا إليها.أما من ذهب إلى الشام منهم فيظفر بهم جيش الإمام عليه السلام في الطريق فيقتلهم عن آخرهم، ويغنمون كل ما كان معهم.وتعظم فتنة اللعين في أطراف البلاد خاصة على محبي وشيعة علي بن أبي طالب عليه السلام حتى إن مناديه بنادي:من أتى برأس رجل محب لعلي بن أبي طالب فله ألف درهم،فيشي حينئذٍ الناس بعضهم على بعض طلباً للدنيا،حتى أن الجار يخبر عن جاره بان هذا محبّ علي بن أبي طالب.ولما يصل الجيش الذي توجه إلى أرض بيداء-بين مكة والمدينة-فإن الله تعالى يرسل ملكاً إلى تلك الأرض فيصيح:يا أرض انخسفي بهؤلاءاللعناء ،فتنخسف الأرض بهم وبما معهم من السلاح والجياد وهم حوالي ثلاثمائة ألف نفر،ولا يبقى منهم إلا نفران وهما إخوة من الطائفة الجهنية،وتلقب الملائكة وجهيهما إلى الخلف،ويقولون لأحدهما وهو البشير:اذهب إلى مكة وبشّلا صاحب الزمان بهلاك جيش السفياني،ويقولون للثاني وهو النذير:اذهب إلى الشام وأخبر السفياني بهلاك جيشه وأنذره.
فيذهب أحدهما إلى مكة والآخر إلى الشام،لإغذا سمع السفياني ذلك يتوجه من الشام إلى الكوفة ويفسد فيها كثيراً،وبعد وصول الإمام الحجة عليه السلام يهرب اللعين منها إلى الشام،فيرسل الإمام عليه السلام جيشاً خلفه فيقتلوا السفياني عهلى صخرة بيت المقدس،ويحزوا رأسه النحس وتذهب روحه الخبيثة إلى جهنم وبئس المصير.
العلامة الرابعة
خسف الأرض):خسف الأرض بجيش السفياني في البيداء،وقد مرّ ذكره.
الخامسة
قتل النفس الزكية):وهو من نسل آل محمد عليهم السلام فيقتل بين الركن والمقام.
السادسة
خروج السيد الحسني):خروج السيد الحسني،وهو شابّ حسن الوجه يخرج من ناحية الديلم وقزوين،وينادي بصوت عال:أغيثوا آل محمد فإنهم يستغيثونكم،وهذا السيد على الظاهر من ولد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام،ولا يدعي الباطل ولايدعو الناس لنفسه،بل هو من الشيعة الخلص للأئمة الاثني عشر،ويتبع الشريعة الحقة ولايدعي النيابة والمهدوية ولكنه رئيس مطاع.وتمتلأ الأرض كفراً وظلماً حين خروجه،والناس في ضيق وأذى من قبل الظالمين والفاسقين،وهناك جمع من المؤمنين مستعدين لدفع ظلم الظالمين،فهنالك يستغيث السيد الحسني لنصرة آل محمد عليهم السلام،فيعينه الناس وتجيبه كنوز الله بالطالقان،كنوز وأي كنوز ليست من فضة ولا ذهب،بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بأيديهم الحراب.فيكثر حينئذ أعوانه،ويحكم فيهم حكم سلطان عادل،ويغلب أهل الظلم والطغيان رويداً رويداً،ويمحو الأرض من لوث الظالمين والكافرين،ولما يصل إلى الكوفة مع أصحابه يخبر بأن المهدي عليه السلام قد ظهر وجاء من المدينة إلى الكوفة،فيجيء السيد الحسني مع أصحابة إلى الحجة عليه السلام،ويطلب منه دلائل الإمامة ومواريث الأنبياء.
قال المام الصادق عليه السلام
ولم يرد ذلك إلا أن يَري فضل المهدي عليه السلام حتى يبايعوه).
فيريه عليه السلام دلائل الإمامة ومواريث الأنبياء،فيبايعه حينئذ السيد الحسني وأصحابه إلا القليل منهم،وهم أربعة آلاف نفر من الزيدية،حاملين المصاحف على أعناقهم،وينسبون كل ما رأوه من الإمام عليه السلام من الدلائل والمعاجز إلى السحر،ولاتؤثر فيهم نصيحة الإمام وإظهار المعاجز،فيمهلهم ثلاثة أيام ثم يأمر عليه السلام بضرب أعناقهم بعد إبائهم عن قبول الحق،وحالهم كحال خوارج نهروان الذين كانوا في جيش أمير المؤمنين عليه السلام يوم صفين.
العلامة السابعة
ظهور كف في السماء):ظهور كف في السماءوفي رواية يظهر وجه وكف عند عين الشمس.
الثامنة
كسوف الشمس):كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان،وخسوف القمر في آخره.
التاسعة
ظهور علامات في شهر رجب):ظهور آيات وعلامات في شهر رجب، روى الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال في حديث طويل:.راجع البحار52: 289/ح28،الغيبة للطوسي:268،كمال الدين2: 371.